حكماء وشيوخ الواتس اب!
منذ هبت علينا رياح التقنية وخاصة موجة (الواتس اب)، أصبح اغلب الناس أطباء وحكماء وشيوخ ومنظرين وفلاسفة وعباقرة ومرشدين ومعالجين شعبيين، وبعد.. ذكروني.. ما نسيت أحد من الشخصيات او النفسيات؟! المهم، مالكم بالطويلة كما يقال! دعوني أدخل في الموضوع بطرح عدد من التساؤلات عليك عزيزي القارئ بعقلانية بعيدة كل البعد عن العاطفة في هذا المقال، كم مجموعة (واتسابية) لديك؟ وفي كل مجموعة كم عدد المضافين؟، وكم منهم ممن تنطبق عليه الشخصيات التي ذكرتها في مقدمة مقالي؟ وأخيرا كم معدل الرسائل اليومي لديك؟! اعرف جوابك سلفا!
ليست المشكلة في الرسائل ولا في عدد المجموعات، فهناك مجموعات راقية وتحكمها قوانين، وهناك رسائل تحتوي على حكم وعبر استقيناها من خلال رسائل (واتس اب) وكان لها الأثر الجميل، المعضلة في كيفية التعامل معها!، فكم من رسالة كانت تحمل ما يمس امننا تم تمريرها، وأخرى كانت تحمل اخبارا مغلوطة وكم من أناس عانوا من التشهير نتيجة لرسائل حاقدة تمت فبركتها بليل اسود لكنه لن يكون اشد سوادا من قلوب من حبكها او فبركها!
الطامة الأخرى فيمن يمطرنا ليل نهار برسائل البر وهم عاقون، او ممن (دوش) رؤوسنا برسائل التسامح والعفو وهو ابعد ما يكون عن التسامح ولا مكان لمفردة التسامح في قاموسه، والبعض يقوم بدور المصلح الاجتماعي في العائلة وخارجها، فتجده يتسلل ويتطفل على خصوصيات الاخرين دون ان يطلب منه التدخل، وفوق هذا، كل ما ذكر كوم، ومن يرسل مقاطع فيديو او صوتية عن عاقبة قاطع الرحم وهو من القاطعين (رقعوها).
وأخيرا نجد من يبدع في استخدام الرسائل المبطنة، ان حدث خلاف عائلي نتيجة للزواج من الأقارب (مدندنين) على المثل الشعبي (الأقارب عقارب) يا ساتر، وقبل الخلاف ربما كانت جل الرسائل تدور حول المثل الشعبي النقيض لما سبق. (حلاة الثوب رقعته منه وفيه!)
التسامح وصلة الرحم والبر صفات جميلة عندما تطبق على ارض الواقع، وقبيحة ان كانت فقط في مجموعة الواتس اب، وأخيرا هل فكرنا في نوعية ما نرسل؟ وهل طبقنا ما نرسله على أنفسنا قبل ان (نكبه) على الاخرين؟
مواضيع ذات علاقة
- وصلني فأرسلته
- راجع نفسك!
- قروبات «الواتس اب» وتنافر الأصحاب
- الرسائل الباردة.. شموع التواصل قبل العيد
- حياتي في رسائل وكتابات أخرى