Celebrity News Celebrity News
recent

latest news

recent
random
جاري التحميل ...

ماذا لو اكتُشفت حياة على كوكب آخر؟

هاني الضليع*

تتسارع وتيرة اكتشاف الكواكب النجمية خصوصا بعد أن تم تمديد مهمة تلسكوب كبلر الفضائي الذي أطلق عام 2009 وانتهت مهمته الأصلية عام 2013. إذ إن إنجازاته الهائلة في اكتشاف أكثر من 1500 كوكب نجمي بعضها كان مقاربا في حجمه أو خصائصه لكوكب الأرض، شجعت العلماء أن يمددوا فترة بقاء التلسكوب فعالا في مداره مع تغيير وجهة أرصاده إلى بقاع جديدة من السماء، مما ضاعف عدد الكواكب المكتشفة بل عثر على كواكب أكثر قربا للأرض من حيث الخصائص، كان آخرها المجموعة النجمية "ترابيست" ذات الكواكب السبعة التي يعتقد أن ثلاثة منها تقع في "منطقة الحياة"، وهي المنطقة حول النجم التي تسمح بوجود ماء سائل وغلاف جوي ودرجة حرارة مناسبة كي تنشأ فيها حياة بأي شكل من أشكالها ولو بدائية محضة.

ولو أننا تصورنا أن تكنولوجيا العثور على الكواكب قد تسارعت بطريقة عظيمة فوصلتنا أول إشارة ذكية من الفضاء، فماذا عسانا أن نفعل حيال ذلك؟ كيف سنتواصل؟ ما شكل الإشارة التي يمكننا فهمها مبدئيا؟

في الحقيقة، علينا أولا أن نتفق على أن النواميس التي تحكم الكون واحدة أينما ذهبنا فيه، وذلك لأن الكون قد نشأ من الانفجار العظيم ذاته، وهذا يعني أننا لو افترضنا وجود كائنات عاقلة في الكون فيجب أن يكون ثمة لغة مشتركة تفهمها جميع هذه الكائنات، وهذه اللغة هي لغة الرموز الكونية والرياضيات، ولذا، كانت الرسالة التي حملتها مركبة "بيونير" عبارة عن مجموعة رموز أهمها ذرة الهيدروجين العنصر الأساسي في الكون، ورسما دقيقا لأربعة عشر "كوازارا" (وهي مجرات شبيهة بالنجوم)، إضافة إلى رموز المجموعة الشمسية والإنسان بجنسيه الذكر والأنثى وحجم مركبة بيونير مقارنة بطول هذا الإنسان.

في حين أن الرسالة التي افترضها مخرج فيلم الاتصال "كونتاكت" وسيلة للتواصل مع أهل الأرض كانت الأرقام الأولية (2، 3، 5، 7، 11، 13، 17، 19، إلخ)، وهي رسالة رياضية بحتة، تم وفقا لبياناتها بناء مركبة فضاء ضخمة قامت بمهمة نقل بطلة الفيلم إلى عوالم أخرى عبر نفق الدودة التي تجتاز بسرعتها سرعة الضوء.

"
رجل قنطورس يبعد عنا مسافة 4.3 سنوات ضوئية، وهو ما يعادل 40 تريليون كيلومترا (أي الرقم 40 وأمامه 12 صفرا)، وهي مسافة عظيمة إذا ما قيست بأرقامنا وقدراتنا، وهذا أقرب نجوم المجرة إلينا
"

ففي حالة مركبة بيونير التي غادرت الأرض منذ عام 1972، فإنها مهما سافرت في الزمان لن تبلغ نجم رجل قنطورس -أقرب نجوم السماء إلينا- قبل 185 ألف سنة من الآن، هذا إن افترضنا أنها تسير بسرعة ستين ألف كيلومتر في الساعة (وهي السرعة القصوى لجسم صنعه البشر)، وكذا الحال مع مركبة "فوياجر" التي غادرت الأرض عام 1979. فرجل قنطورس هذا يبعد عنا مسافة 4.3 سنوات ضوئية، وهو ما يعادل 40 تريليون كيلومترا (أي الرقم 40 وأمامه 12 صفرا)، وهي مسافة عظيمة إذا ما قيست بأرقامنا وقدراتنا، وهذا أقرب نجوم المجرة إلينا.

غير أننا نتحدث عن كواكب لا يقل بعدها عن عشرات ومئات السنين الضوئية، وبذلك فإن هذه الأرقام ستتزايد باضطراد، ولا يمكن للتكنولوجيا التي طورتها البشرية حتى يومنا هذا أن توصلنا إلى أي من تلك الأجرام. ولذلك يأتي الخيار الثاني وهو استخدام تكنولوجيا الأفلام الخيالية، كالسفر عبر الزمن والانتقال عبر الثقوب الدودية التي تصل بين المجرات، وهو أمر لا يزال محض خيال.

لكن، ربما مع تطور العلم -وخاصة بعد اكتشاف الموجات الجاذبية- سيصل العلماء إلى طريقة حقيقية للانتقال عبر الزمكان الكوني بين المجرات. ولم لا، فثمة نظريات تسمح بذلك وإن كانت غير مثبتة حتى اليوم، وأخرى تمنع ذلك وتفنده.

فأما التي تثبتها فهي واقعية وخيالية في الوقت ذاته، فمن الناس من يعتقد أن بعض السحرة ينتقلون من مكان إلى آخر على الأرض من خلال حيلهم أو باستخدام قدرات خفية لم تفسرها قوانين الطبيعة حتى الآن. وذلك قريب من قصة الإتيان بعرش الملكة بلقيس اليمنية إلى مملكة سليمان الذي حدّث عنه القرآن الكريم والذي تم في طرفة عين على يد شخص لديه علم من الكتاب، في الوقت الذي عجز عن القيام به مارد الجن. وهذا محض غيب حتى اليوم، ربما يكشف العلم عن حقيقته بعد عشرات أو مئات السنين.

أما ما يفنّد ذلك الانتقال ويمنعه، فهو قانون فيزيائي مشهور يدعى قانون "الإنتروبيا"، أو قانون الديناميكا الحرارية الثاني، المعروف بقانون زيادة الفوضى في الأنظمة المغلقة. فلو أنك وضعت طبقة من رمل فوق أخرى من عدس في علبة مغلقة وبدأت رجّها، فإن عودة الرمل طبقة كاملة فوق طبقة الملح احتمال يؤول إلى الصفر، أي أنه مستحيل. وكذلك الأمر مع الإنسان الذي سيدخل آلة الزمان فيتحول إلى طاقة ثم ينجمع مرة أخرى على شكل إنسان في مكان وزمان آخرين من الكون. فقانون زيادة الفوضى هذا يمنع عودة أجزاء الجسم التي تبعثرت إلى أماكنها مرة أخرى بنفس النظام ونفس الترتيب. ولذلك فإن قوانين الفيزياء ترفض هذا النوع من الانتقال، والموجود فقط في أفلام الخيال العلمي، لكنها في ذات الوقت لا تستبعده بشكل مطلق.

"
ثمة بروتوكولات وضعتها الأكاديميّة الدوليّة للملاحة الفضائيّة التي تأسست عام 1960 في السويد، تحكم الاتصال بالعالم الخارجي إن وجد، فهي تمنع الناس من مخاطبة الغرباء -في حال تم التقاط إشارة منهم- إلا عبر المركز الموحد لذلك
"

ولكن، ما شكل الحياة التي سنعثر عليها؟ وهل ستكون عدائية أم مسالمة في حال كانت كائنات عاقلة؟ تقول النظرية الإنسانية إن مثل هذه الحضارات إن كانت عدائية وأقوى منا فإنها ستحاول استعبادنا ونهب ثرواتنا إن كان لدينا ما ينفعهم. والعكس صحيح، كما ظهر في فلم "أفاتار" حين استعمر سكان الأرض قمرا حول كوكب زحل. وأما إن كانت القوتان متساويتين فالحرب تارة والسلم والمصلحة تارة هو المظهر العام للعلاقة بينهما.

على أية حال، فثمة بروتوكولات وضعتها الأكاديميّة الدوليّة للملاحة الفضائيّة -التي تأسست عام 1960 في السويد- تحكم الاتصال بالعالم الخارجي إن وجد، فهي تمنع الناس من مخاطبة الغرباء في حال تم التقاط إشارة منهم، إلا عبر المركز الموحد لذلك، كون القضية عالمية بالدرجة الأولى وتهم الكرة الأرضية أجمع، وليست شخصية أو مناطقية.

وبذلك فعلى أي شخص يتلقى إشارة من الفضاء أن يرسل بها إلى تلك المنظمة كي يتدارس العلماء فحواها وكيفية التعامل معها، وهل هي حقيقية أم مجرد وهم كالرسالة التي ظنت الفلكية جوسلين بل عام 1967 أنها قادمة من الأقزام الخضر بسبب انتظام نبضاتها، ثم تبين أنها نجوم نيوترونية دوارة ترسل دفقاتها الكهرومغناطيسية بشكل منتظم.

ورغم أن من الصعب علينا تقبل فكرة وجود كواكب كالأرض عليها بشر كالبشر، وربما يكون لهم أنبياء ورسل غير الذين نعلمهم، لكن الأغرب هو تصور وجود أكوان موازية لكوننا فيها قوانين ونواميس تختلف عما هي عندنا، وهي أكوان يعتقد أن تعدادها يبلغ عشرة للقوة خمسمئة من الأكوان، عدد لا يمكن حصره ولا عده ولا إدراكه، وفي كل كون منها مئات المليارات من المجرات، في كل منها ما لا يقل عن مئة مليار نجم، وحول كل نجم تدور بضعة كواكب ربما يصلح حول بعضها أن تنشأ فيه حياة عاقلة يعجز العقل البشري الضئيل أن يدرك كنهها وكيفيتها، كما هو عاجز الآن عن الانتقال من كوكب إلى آخر ضمن واحدة من المجموعات الشمسية التي لا يمكن حصر نهاية لها، في كون لم يعثر العلماء فيه بعد إلا على 6% من مادته، لتظل الـ94% الأخرى في طي الغيب والغموض يصنفها العلم طاقة ومادة مظلمتين، لا يدري أحد متى يمكن أن يسطع ضوؤهما.

_______________
* عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

وأخيراً، نتقدم لكم بجزيل الشكر على زيارة ومتابعة الشرق تايمز ، كما نعدكم بتقديم كل جديد وهام من كافة المصادر الإخبارية الموثوقة، وقد تم نقل ماذا لو اكتُشفت حياة على كوكب آخر؟ , والمصدر هو المسئول عن صحة الخبر.
المصدر : الجزيرة نت

عن الكاتب

غير معرف

التعليقات


اتصل بنا

Enter your e-mail to get the latest news and topics

جميع الحقوق محفوظة

Celebrity News