شهد العالم أمس حدثاً فلكياً فريداً، مع خسوف كامل للقمر قدم مشهداً سماوياً يحبس الأنفاس تمكن سكان أجزاء واسعة من الأرض رؤيته، في ظاهرة يسميها العلماء "قمر الدم الأزرق العملاق".
وفي هجعة الليل، تجمع الآلاف في كاليفورنيا لمشاهدة القمر يختفي في غياب أشعة الشمس، ليعود ويظهر بلون يميل إلى الأحمر، وهو ما كان وراء تسمية هذه الظاهرة "قمر الدم". كذلك يوصف هذا القمر بـ"الأزرق" لكونه يسجل ثاني اكتمال للبدر خلال شهر واحد، وهو توصيف يؤشر لندرة الظاهرة التي لا تحصل إلا مرة كل سنتين ونصف سنة، ولكن ليس للون.
وانتظر البعض أكثر من خمس ساعات أملاً في حجز أماكن جيدة في قلب مرصد غريفيث في لوس انجلس الذي فتح أبوابه الثالثة والنصف فجراً لاستقبال نحو ألفي متفرج.
وشاهد عدد من اللبنانيين القمر مكتملاً في مناطق عكار بالشمال وتمكن بعضهم من التقاط صور واضحة له بعدما مرّ في مراحله الثلاث بعد الخسوف.
وبدأ الخسوف قرابة الساعة 03:45 (11:45 بتوقيت غرينيتش)، مع تشكل هالة سوداء بدأت بقضم القمر الأبيض. وبعد ساعة، لف ظلام دامس القمر قبل أن يتكشف تدريجاً من جديد مع مسحة نحاسية لونت سطحه.
وينجم اللون الأحمر للقمر الذي لا ينتج نوره الخاص، عن ظاهرة ضوئية تتمثل في انعكاس اشعة الشمس التي تعبر الغلاف الجوي الأرضي باستثناء الأشعة الحمراء.
وصرح الأستاذ المساعد في مادة الفيزياء في جامعة امبري- ريدل ايرونوتيكل الأميركية بريان راتشفورد، بأن "اللون الأحمر الذي يظهر خلال خسوف القمر له خاصية كبيرة، مشاهدة قمر الدم هدية نادرة".
وحصل الخسوف بعد 27 ساعة فقط من وصول القمر إلى النقطة المدارية الأقرب من الأرض أو ما يسمى الحضيض المداري.
وسجلت آخر ظاهرة "قمر دم ازرق عملاق" في 30 كانون الأول 1982 وشاهدها سكان أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا. أما في أميركا الشمالية، فتعود آخر ظاهرة مماثلة إلى 152 سنة خلت وتحديداً في 31 آذار 1866.
ويُتوقّع أن تتكرر هذه الظاهرة في 31 كانون الثاني 2037.