قد تكون هذه المنطقة النائية في جنوب سلطنة عُمان مكاناً غير متوقع لإجراء أبحاثٍ من أجل بعثةٍ مأهولةٍ إلى المريخ، ولكن توفر هذه البقعة الصحراوية لمحةً إلى المستقبل لمجموعةٍ من المستكشفين المتحمسين.
وأمضى فريق دولي من منتدى الفضاء النمساوي (OeWF)، وهي مؤسسة مستقلةٌ تركز على أبحاث الفضاء، ثلاثة أسابيع في إقليم ظفار العماني لتجربة أدوات تكنولوجية قد تستخدم خلال رحلات مستقبلية إلى الكوكب الأحمر، وفق ما نشر موقع "سي إن إن"، الخميس.
وارتدى رواد فضاء ملابس الفضاء من أجل اختبار أدوات تختص بتحليل التربة والبحث عن علامات وجود الماء، وذلك أثناء عيشهم في مساكن تتكون من حجرات خاصة للزراعة في الماء قابلة للنفخ، وفي هذه الحجرات سيتمكنون من زراعة النباتات للغذاء بدون الحاجة إلى تربة.
اقرأ أيضاً :
أول شبكة للهاتف المحمول فوق القمر
ولزيادة دقّة تجربة المحاكاة، تم تأخير الاتصال اللاسلكي بين رواد الفضاء ومركز مراقبة البعثة في إنسبروك بالنمسا عشر دقائق، فهذا هو الوقت الذي ستستغرقه الإشارات للانتقال بين المريخ والكرة الأرضية.
وقال القائد الميداني للمؤسسة، جيرنوت جرومير، إن المهمة، التي أطلق عليها اسم "AMADEE-18"، ستعطي "نظرةً مسبقة إلى كيف ستبدو رحلةٌ إلى المريخ، بالإضافة إلى كيفية الإحساس بهكذا رحلة أيضاً".
و"هبطت" المهمة في 8 فبراير، وأجرت إلى الآن 19 تجربة تتنوع من حيث التعقيد التكنولوجي قبل أن تغادر بتاريخ 28 فبراير. وتكوّن الفريق من 15 عضواً من مؤسسة "OeWF"، بالإضافة إلى 150 خبيراً من جامعات ومعاهد أبحاث حول العالم.
وتحدث ممثلون من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن مخططاتهم من أجل مهمةٍ مأهولةٍ إلى المريخ بحلول 2035، في حين تزايدت أعداد وكالات الفضاء الدولية والشركات الخاصة التي ترغب أن تكون جزءاً من سباق الفضاء.
وكمثالٍ على ذلك، تتطلع شركة "سبايس X"، التابعة لإيلون ماسك، إلى مهمةٍ مأهولة إلى المريخ بحلول عام 2024.
وتأمل الحكومة العُمانية أن استضافتها لمهمة "AMADEE-18" من شأنها أن تحفّز الاهتمام المحلي بالعلوم.
وستواجه الرحلة إلى المريخ العديد من التحديات؛ منها كيفية حماية رواد الفضاء من الإشعاعات التي سيتعرضون إليها أثناء السفر.
وقال راينهارد تلوستوس مدير مهمة "AMADEE-18": "لن يكون الأمر سهلاً، وسنحتاج للعمل معاً".